النكاح يراد للإستمتاع و تكوين أسرة صالحة و مجتمع سليم .
و على هذا فالمرأة التي ينبغي نكاحها هي التي يتحقق فيها استكمال هذين الغرضين ،
و هي التي اتصفت بالجمال الحسي و المعنوي .
فالجمال الحسي :
كمال الخلقة ، لأن المرأة كلما كانت جميلة المنظر ، عذبة المنطق ، قرت العين بالنظر إليها ، و أصغت الأذن إلى منطقها ، فينفتح لها القلب ، و ينشرح لها الصدر ، و تسكن إليها النفس ، و يتحقق فيها قوله تعالى :<< و من ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة >> ( الروم 21 ) .
و الجمال المعنوي :
كمال الدين و الخلق ، فكلما كانت المرأة أدين و أكمل خلقا ، كانت أحب إلى النفس ، و أسلم عاقبة .
فالمرأة ذات الدين قائمة بأمر الله ، حافظة لحقوق زوجها و فراشه و أولاده و ماله ، معينة له على طاعة الله تعالى ، إن نسي ذكرته ، و إن تثاقل نشطته ، و إن غضب أرضته .
و المرأة الأديبة تتودد إلى زوجها و تحترمه ، و لا تتأخر عن شيء يحب أن تتقدم فيه ، و لا تتقدم في شيء يحب أن تتأخر فيه .
و لقد سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي النساء خير ؟ قال :
(( التي تسره إذا نظر ، و تطيعه إذا أمر ، و لا تخالفه في نفسها و لا ماله بما يكره )) .
و قال صلى الله عليه و سلم : (( تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم الأنبياء ، أو قال الأمم)).
فإذا أمكن تحصيل امرأة يتحقق فيها جمال الظاهر و جمال الباطن ، فهذا هو الكمال و السعادة بتوفيق الله .
نقلا من رسالة الزواج للشيخ ابن عثيمين رحمه الله