HARIMAN المراقب العام
عدد الرسائل : 1457 العمر : 44 العمل/الترفيه : الطب البديل تاريخ التسجيل : 12/06/2009 نقاط : 2738 السٌّمعَة : 6
| موضوع: الجنة من كتاب حادي الأرواح إلى بلاد ال أفراح لابن قيم الجوزية الأحد ديسمبر 06, 2009 3:43 pm | |
| الجنة ( من كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن قيم الجوزية )
كيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده و جعلها مقرا لأحبابه و ملاها من رحمته و كراماته و رضوانه و وصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك الكبير وأودعها جميع الخير بحذافيره وطهرها من كل عيب وآفة و نقص , فإن سألت عن أرضها و تربتها فهي المسك و الزعفران , و إن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن و إن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر , إن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ و الجوهر , و إن سألت عن بنائها فلبنة من فضة و لبنة من ذهب , و إن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب و فضة لا من الحطب و الخشب , و إن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ألين من الزبد وأحلى من العسل , و إن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل , و إن سألت عن أنهارها فانهار من لبن لم يتغير طعمه و انهار من خمر لذة للشاربين و انهار من عسل مصفى , و إن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون و لحم طير مما يشتهون , و إن سألت عن شرابهم فالتسنيم و الزنجبيل و الكافور, و إن سألت عن آنيتهم فانية الذهب و الفضة في صفاء القوارير , و إن سألت عن سعة أبوابها فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام و ليؤتين عليه يوم و هو كظيظ من الزحام , و إن سألت عن تصفيق الرياح لأشجارها فإنها تستفز بالطرب لمن يسمعها, و إن سألت عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها , و إن سألت عن سعتها فأدنى أهلها يسير في ملكه و سرره و قصوره و بساتينه مسيرة ألفي عام , و إن سألت عن خيامها و قبابها 2فالخيمة الواحدة من درة مجوفة طولها ستون ميلا من تلك الخيام , و إن سألت عن علاليها و جواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار , و إن سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار, و إن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير و الذهب , و إن سألت عن فرشها فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرتب , و إن سألت عن أرائكها فهي الأسرة عليها البشخانات و هي الحجال مزررة بأزرار الذهب فما لها من فروج و لا خلال, و إن سألت عن وجوه أهلها و حسنهم فعلى صورة القمر, وان سألت عن أسنانهم فأبناء ثلاث و ثلاثين على صورة آدم عليه السلام أبي البشر ، وإن سألت عن سماعهم فغناء أزواجهم من الحور العين و أعلى منه سماع أصوات الملائكة و النبيين و أعلى منهما خطاب رب العالمين , و إن سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها فنجائب إن شاء الله مما شاء يسير بهم حيث شاءوا من الجنان , و إن سألت عن حليهم و شارتهم فأساور الذهب و اللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان , و إن سألت عن غلمانهم فولدان مخلدون كأنهم لؤلؤ مكنون ,
الحور العين و إن سألت عن عرائسهم و أزواجهم فهن الكواعب الأتراب اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب فللورد و التفاح ما لبسته الخدود و للرمان ما تضمنته النهود و اللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور و للرقة و اللطافة ما دارت عليه الخصور تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت و يضيء البرق من بين ثناياها إذا ابتسمت إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيرين و إذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبيبين و إن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين يرى وجهه في صحن خدها كما يرى في المرآة التي جلاها يصقلها و يرى مخ ساقها من وراء اللحم و لا يستره جلدها و لا عظمها و لا حللها لو اطلعت على الدنيا لملأت ما بين الأرض والسماء ريحا و لاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا و تكبيرا و تسبيحا و لتزخرف لها ما بين الخافقين و لا غمضت عن غيرها كل عين و لطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم و لآمن من على ظهرها بالله الحي القيوم و نصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها و وصالها أشهى إليه من جميع أمانيها لا تزداد على طول الأحقاب إلا حسنا و جمالا و لا يزداد لها طول المدى إلا محبة و وصالا مبرأة من الحبل و الولادة و الحيض و النفاس مطهرة من المخاط و البصاق و البول و الغائط و سائر الأدناس لا يفنى شبابها و لا تبلى ثيابها و لا يخلق ثوب جمالها و لا يمل طيب وصالها قد قصرت طرفها على زوجها فلا تطمح لأحد سواه و قصر طرفه عليها فهي غاية أمنيته و هواه إن نظر إليها سرته و إن أمرها بطاعته أطاعته و إن غاب عنها حفظته فهو معها في غاية الأماني و الأمان هذا و لم يطمثها قبله انس و لا جان كلما نظر إليها ملأت قلبه سرورا و كلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤا منظور ومنثورا و إذا برزت ملأت القصر والغرفة نورا,
و إن سألت عن السن فأتراب في اعدل سن الشباب , و إن سألت عن الحسن فهل رأيت الشمس و القمر, و إن سألت عن الحدق فأحسن سواد في أصفى بياض في أحسن حور, و إن سألت عن القدود فهل رايت أحسن الأغصان , و إن سألت عن النهود فهن الكواعب نهودهن كألطف الرمان , و إن سألت عن اللون فكأنه الياقوت و المرجان , و إن سألت عن حسن الخلق فهن الخيرات الحسان اللاتي جمع لهن بين الحسن و الإحسان فأعطين جمال الباطن والظاهر فهن أفراح النفوس قرة النواظر , و إن سألت عن حسن العشرة و لذة ما هنالك فهن العرب المتحببات إلى الأزواج بلطافة التبعل التي تمتزج بالروح أي امتزاج فما ظنك بامرأة إذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها و إذا انتقلت من قصر إلى قصر قلت هذه الشمس متنقلة في بروج فلكها و إذا حاضرت زوجها فيا حسن تلك المحاضرة و إن خاصرته فيا لذة تلك المعانقة و المخاصرة
و إن غنت فيا لذة الأبصار و الأسماع و إن آنست و أمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة و الإمتاع و إن قبلت فلا شيء أشهى إليه من ذلك التقبيل و إن نولت فلا ألذ و لا أطيب من ذلك التنويل أعظم النعيم النظر لرب العالمين هذا ، و إن سألت عن يوم المزيد وزيادة العزيز الحميد و رؤية وجهه المنزه عن التمثيل و التشبيه كما ترى الشمس في الظهيرة و القمر ليلة البدر كما تواتر عن الصادق المصدوق النقل فيه و ذلك موجود في الصحاح و السنن و المسانيد من رواية جرير و صهيب و انس و أبي هريرة وأبي موسى و أبي سعيد فاستمع يوم ينادي المنادي يا أهل الجنة إن ربكم تبارك و تعالى يستزيركم فحي على زيارته فيقولون سمعا و طاعة و ينهضون إلى الزيارة مبادرين فإذا بالنجائب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين حتى إذا انتهوا إلى الوادي الافيح الذي جعل لهم موعدا و جمعوا هناك فلم يغادر الداعي منهم أحدا أمر الرب تبارك و تعالى بكرسيه فنصب هناك ثم نصبت لهم منابر من نور و منابر من لؤلؤ و منابر من زبرجد و منابر من ذهب و منابر من فضة و جلس أدناهم و حاشاهم إن يكون فيهم دنيء على كثبان المسك وما يرون إن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا حتى إذا استقرت بهم مجالسهم و اطمأنت بهم أماكنهم نادى المنادي يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد إن ينجزكموه فيقولون ما هو الم يبيض وجوهنا و يثقل موازيننا و يدخلنا الجنة و يزحزحنا عن النار فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم و قال يا أهل الجنة سلام عليكم فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام فيتجلى لهم الرب تبارك و تعالى يضحك إليهم و يقول يا أهل الجنة فيكون أول ما يسمعونه منه تعالى أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب و لم يروني فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فأرض عنا فيقول يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي هذا يوم المزيد فاسألوني فيجتمعون على كلمة واحدة أرنا وجهك ننظر إليه فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب و يتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لو لا أن الله تعالى قضى أن لا يحترقوا لاحترقوا ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة حتى أنه ليقول يا فلان أتذكر يوم فعلت كذا و كذا يذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول يا رب ألم تغفر لي فيقول بلى بمغفرتي بلغت منزلتك هذه فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة و يا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجه الكريم في الدار الآخرة و يا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة وجوه يوم ناضرة إلى ربها ناظرة و وجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة فحي على جنات عدن فإنها **** منازلك الأولى و فيها المخيم
و لكننا سبي العدو فهل ترى **** نعود إلى أوطاننا و نسلم | |
|
عطر الذكريات المديرة
عدد الرسائل : 4496 العمر : 43 الموقع : https://dem3atihssassi.ahlamontada.net العمل/الترفيه : métreur vérificateur et l'etude de prix المزاج : الامل تاريخ التسجيل : 22/01/2009 نقاط : 5509 السٌّمعَة : 10
| موضوع: رد: الجنة من كتاب حادي الأرواح إلى بلاد ال أفراح لابن قيم الجوزية الأحد ديسمبر 06, 2009 3:59 pm | |
| | |
|