بسبب الحجاب ... قلق تونسي حول تهديد مكتسبات المرأة

بسبب الحجاب ...
قلق تونسي حول تهديد مكتسبات المرأة

جمال العرفاوي من تونس لمغاربية

9-3-2009

------

تبدي مناصرات حقوق المرأة في تونس قلقهن إزاء تجاهل الحكومة لزيادة مظاهر التدين على الشارع

مع احتفال التونسيين باليوم العالمي للمرأة الأحد 8 مارس، عادت مسألة حقوق وحريات المرأة في البلاد تلوح في الأفق مثيرة جدلا وسط النشطاء والسلطات السياسية والدينية.
ويقول البعض إنهم متخوفون من تهديد المكتسبات في مجال المساواة وحريات المرأة التي تعتبر محورية في المجتمع التونسي. ويزعمون أن الحكومة أقل صرامة بخصوص بعض قضايا المرأة كارتداء الحجاب. !!

- وتقول بشرى بلحاج حميدة المناضلة النسوية والرئيسة السابقة لجمعية النساء الديمقراطيات "التوجه العام لم يعد واضحا في هذا المجال ولم نعد نعرف اليوم ماهو المجتمع الذي تسعى الحكومة إلى إرسائه. وتزعم أن التغاضي عن ارتداء الحجاب-في رأيها- يعد أحد مظاهر التراجع. وهذا بالإضافة إلى الرجوع القوي للدين ليس كعبادة وإنما كمرجعية لتسيير شؤون الحياة وللترويج للتطرف" .

- يعد ارتداء الحجاب في تونس واحدا من أبرز المعارك التي يشنها العلمانيون ضد الإسلاميين. فأمام تصاعد الحركة الاسلامية في الثمانينيات، قيدت وزارة التربية سنة 1982 مرسوما يعرف "بالمنشور 108" والذي يمنع حرية ارتداء الحجاب في المؤسسات التربوية. ثم وقع تعميم هذا التقييد في مختلف المؤسسات العامة.
ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف الجدل الفكري والسياسي حول حرية ارتداء الحجاب ليكون عامل انقسام داخل الطبقة السياسية والفكرية في البلاد.
وأصبحت الحكومة أقل صرامة في تطبيق الحظر حسب زعم بعض النشطات في مجال حقوق المرأة والمراقبين في البلاد. وأضافوا أن ذلك-في رأيهم- يعتبر تراجعا في مجال حقوق ومكتسبات المرأة.

- وتتساءل بلحاج حميدة "هل مازال بإمكان التونسيين أن يفاخروا بكونهم رواد الحداثة في مجال [حقوق] المراة، لقد تحولنا من القيادة إلى تابع لدول كانت نساؤها تحلم بمكتسباتنا".

- سميرة موظفة في أحد البنوك، لا توافقها الرأي. وقالت إن حرية ارتداء الحجاب بالنسبة إليها خيار شخصي ودليل على حقوق وحريات المرأة كما أنه يحمل قيمة دينية عظيمة.
وقالت سمير "فالآية القرآنية واضحة ولا جدال فيها. وأنا خلافا لما يقال ليست لي أية علاقة بالسياسة أو التحزب، وإنما على علاقة بما يأمرني به الخالق".

- وتتساءل صديقتها رفيقة "هل التعري حلال؟ وهل التفسخ حلال؟. من حقنا أن نرتدي ما نشاء. ألا تدخل حرية اختيار الملبس في نطاق حقوق الانسان؟، لماذا التجني والتهجم على ما يأمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف".

- أما رجاء التي تعمل أيضا في بنك تقول إنها فقط تخشى أن يتحول القبول بارتداء الحجاب إلى القبول بتعدد الزوجات، إلى جانب ممارسات أخرى التي تعتبر-في رأيها- ضد حق المرأة.
"وأنا أدعو كافة الأحزاب السياسية في تونس أن تحسم أمرها نهائيا في هذا الموضوع، وأقول لهم إن كل شيء قابل للنقاش في عالم السياسة إلا مكتسباتنا التي تؤمنها لنا مجلة الاحوال الشخصية".

- وحاولت مغاربية الحصول على بعض التعليقات حول المسألة من مسؤولين حكوميين، لكن اتصالاتنا الهاتفية بقيت دون رد.
لكن برهان بسيس المحلل السياسي قال إنه لا يرى أي خطر على مكاسب الحداثة في تونس وخاصة مكاسب المرأة.
وقال بسيس "لا أعتقد أن هذه التخوفات لها ما يبررها خاصة وأن المكاسب التحديثية في تونس محل إجماع بين مختلف مكونات وأطياف النخب سواء في الحكم أو خارجه رغم موجة الترويج للأفكار الماضوية التي تمر بحالة تصاعدية ضاغطة". ويضيف "إن عمق ما أُنجز من تحديث في تونس يجعل تأثير هذه الموجة قاصرا على بعض المظاهر السطحية دون أن يكون له القدرة على الرجوع بالمجتمع التونسي إلى الوراء"

» بنت خرجت عن الأسلام بسبب امتحان
» فضائل الحجاب
» قصة منع الحجاب في تونس
» بلحوت يغادر باجة نحو ليبيا : سعدان يتفاوض مع الاتحاد اليمني ونادي تونسي يريده
» الحجاب زينة المرأه المسلمة