كانت في الثلاثينيات من العمر...
أرملة ولها إبن في عقده الاول...لكنها كانت فقيرة تعمل كمنظفة في إحدى المستشفيات ...وإبنها يدرس في إبتدائية...بالإضافة انها....
لها عين واحدة فقط تبصر....الثانية لا...
كان الولد يدرس بالإبتدائية...وكان يخشى كثيرا ان يكتشف اترابه أن أمه ترى بعين واحدة فقط...كان يستحي بها...
لكنه مجرد طفل...
ذات يوم جاءت الام لترى إبنها في المدرسة ...رآها الاولاد ....ضحكوا عليه....
غضب الولد وأقسم الا يدرس مجددا ...ونعت امه بكل الاوصاف...ترجته ان يسامحها وأن يعود إلى مدرسته ...
في الأخير طلب الولد ان تنقله أمه إلى مدرسة أخرى....وأجري يا مسكينة....
كبر الولد وكمل دراسته الجامعية ...والام تعمل وتصرف وهو ان يطالب ويطالب...وعذره انه يدرس ...المهم....
تخرج من الجامعه لكنه قررالسفر إلى الخارج ....وكان له ذلك...
ترك الام وحيدة....
توظف وتزوج وانجب ولدين في ديار الغربة وذات ....
زارته امه في البلد المقيم فيه ....ضربت الجرس ....فتح أحد أبنائه ثم هرع إلى أمه إمرأة عجوز بعين واحدة ...
خرج الوالد مسرعا....لقد عرفها....
أنبها بشدة وأخبرها انها امه لكن ليس مرغوبا فيها ووعدها انه سيعود لرؤيتها...
مر زمن ...وجاءته رسالة من الوطن ..من إذاعة محلية....
فرح أشد الفرح.....
يسافر عائدا للوطن....يبدو أنه صار مشهورا....لا يدري كيف....
يخبرنوه أنه يذيعون حصة تواصل بين الأحبة وان امه كانت تريد أن تراك وتسمع صوتك وتسامحها على أخطاءها....
عاد الإبن إلى البيت ولما إقترب وجد الناس حول البيت ....
لقد ماتت لكن...
تقدم منه شيخ كبير ...قدم نفسه انه طبيب ...قال انه يعرفه ويعرف امه المتوفاة ...وانه لما كان صغيرا يقصد الإبن وبينما هو يلعب مع أقرانه ضرب نفسه بمسمار على عينه فمزق قرنية عينه...
لكن الام تبرعت له بقرنية عينها له...ثم مرض الإبن فباعت كل مجوهراتها ومدخراتها من أجل علاجه بالخارج....