تـُـرى هـل سـيطـيـق الـعـــودة ؟؟؟
( مما جاد به خيالي)
بدأت فصول تلك القصة في تلك الليلة المشؤومة ، التي لطخ فيها علي ّسمعته،
صحيح أنه كان منجرّا ، فانساق وراء نزوته ، لكن ذلك لن يشفع له أمام الناس.
كان متيقنا أن فضيحته ستنكشف لا محالة ، يا ويلته ! كيف سيواجه أباه و أمه
و أصدقائه و عائلته و كل أبناء بلدته ؟ أين كان عقله ؟ ماذا دهاه ؟
فكر و قدر ، ثم فكر فقدر ، ثم أقبل و أدبر ، فوقف و أصدر على نفسه
حكما بالنفي القسري إلى مكان بعيد ، لعل البعد يريحه من مصيبته.
دون أن يودع أحدا ، قصد محطة القطار ، باغته قاطع التذاكر بسؤال لم يحضّـر
له جوابا ، لأن باله كان مشوشا قائلا : أين تريد ؟ و دون تفكير أجابه : حيثما سار
القطار. أخذ يحدق فيه بعينيه لبرهة مستغربا فقال : حسنا يمكنك النزول في المحطة
الأولى ، ربما تسترجع وعيك. صعد عليّ القطار فجلس في مكان خال من المسافرين،
فبدأ شريط الأحداث المؤلمة يتردد على فكره ، حاول مرارا و تكرارا إيقافه لكنه كان
أقوى منه ، و طفق ضميره يِؤنبنه ، فراح يضرب رأسه بكلتي يديه و الندم يفتك به.
لما وصل للمكان المقصود ، بدأت آلامه تخف شيئا فشيئا ، ثم ذهب ليحجز غرفة
في فندق لينال قسطا من الراحة ، و بعدها يخرج للبحث عن فرصة عمل يعتاش منها
فالمال الذي بحوزته لا يكفي إلا لبضعة أسابيع.و بالفعل كان له ما أراد ، فعمل
لثلاث سنوات.
كان عليّ يظن أنه باستطاعته وضع قطيعة مع الماضي الأليم ، و الهروب من المشكل
الجسيم ، و التخلص من هذا الأمر العظيم ، لكن هيهات هيهات ، فقد أخذ الحنين
لبلدته يناديه ، و صار أمل اللقاء الجديد يداعب فكره ، وأصبح ذكر الأهل و الأحبة
يساور خاطره خاصة في أحلامه.
ترى هل يمكنه العودة ؟ هل سيقوى على المواجهة بعد أن تاب من خطيئته ؟ يعلم عليّ
أن الله غفور رحيم و تواب كريم ، لكن هل سيعفو عنه أبناء بلدته و يرحمونه من
جحيم نظراتهم ؟ أم يتبرؤون منه ومن فعلته ؟
محاور النقاش :
1 تعليق على ما جاء في القصة التي جاد بها خيالي.
2 ما رأيكم في طريقة معالجة الجاني لفضيحته الأخلاقية المتعلقة في الهروب؟
3 إن كنت غير متفق معه فيما فعل فماذا تقترح كحل؟
4 الفضائح الأخلاقية هل يداويها الزمان ؟
5 الكثيرون يتوبون من ذنوبهم لكن الآخرين يحتفظون لهم بها. بماذا ننصح هؤلاء
و أولئك ؟
6 هل هذه النصائح فعلا ممارسة في حياتنا أم هي من ادعاء المثالية ؟