أحبابي الكرام .. والأعضاء المتابعين ..
لكل من يقرأ مقالا كتبته فليدعو لي بظهر الغيب ..
***
لا تزال الدنيا .. بوجهين مع سكانها ..
وتتعامل معهم بأسلوب الملوك .. (( في أي لحظة تتغير )) .. !
يقول الله سبحانه :
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) البلد .
قال الحسن : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة .
وقال سعيد بن جبير : في شدة وطلب معيشة .
ولو تأمل العاقل لوجد المعاناة لهذا الإنسان لوجدها ملازمة له مذ خروجه من بطن أمه صارخا مؤذنا بعراك مع أمواج الحياة .. مارا بآلام الطفولة واكتمال الخلق وإزالة المشروع من بدنه كالختان ونمو أسنانه ممزقة جلده مصاحبة لحاجات وآلام لا يستطيع التعبير عنها .. فيبقى ليله كله في آلام .. الله أعلم عن أسبابها .. !!
ثم يمشي قليلا .. ليبدأ في خوض غمار جديدة .. ما بين عثرة على درج وشرب ما هو ضار ومسك الجمر والحار وإسقاط الثقيل على أم رأسه ليتعلم الصواب من الخطأ ..
ولا يُعدم لا شك من لطافة الطفولة وملاحتها لكن مقصدونا المعاناة ..
وهكذا من صغره مرورا بالتمييز والمراهقة والفتوة حتى يتزوج ..
فإن رزق بامرأة صالحة خففت عنه ألمه وهمه وغمه وحملت عنه ..
وإلا عثرت قدمه في امرأة سوء فلا يزال يتقلب معها في جحيم مضاعف حتى يفترقا في الدنيا أو تفارقه من الدنيا بموته قهرا – إن صبر عليها - .
ثم تتقدم السن وينحني الظهر .. فإما حسن ختام أو سوئه نسأل الله العافية ..
وعليه ؛ فمن يأمن الدنيا ..!؟
لعرف حقيقة الدنيـــا و ما هي فيه .. وما جبلت عليه .. من تنغيص وتكدير وألم ..
كبير في السن لكن الصحة من حيث البنية ظاهرة عليه في بداية مرضه – لما زرته في العناية المركزة – تغيرت عليه الدنيا وأصابه حساده بعين ثابتة بقيت معه شهرا فما زالت به حتى صلوا عليه بالأمس – من وقت كتابة المقال هذا – وأصبح تحت أطباق الثرى .
ليس للدنيـا أمان .. !
أعرف أسرة فتح الله عليها بقصر كبيرة فارهة بعد بيتهم المتواضع .. وبمجرد أن سكنوه .. وعرفوا أقرانهم ممن قَدُرَت عليهم أرزاقهم وضاقت .. فكانت النتيجة .. :
* زميل لي يعشق والده فهو معروف بدلاله لأبنائه .. انتقلوا مؤخرا لبيت جديد والده يدرس في الجامعة وهو معروف بحبه للطلاب وحنانه الشديد .. والنتيجة :
موت الأب وأحد بناته في حادث واحد .. ولا تسأل عن حال زميلنا وهو واقف بين القبرين والناس تدفن أحب مخلوقين لديه ينظر للتراب وهو ينهال بلا رحمه على حبيبين .. !!
وهكذا تكون صداقة الدنيا .. !!
ألم يرد في بالك سؤال ؟؟!
س: لماذا بعض الفساق .. ومن عرف فسقهم لا تزال تجارتهم في ازياد ومكاسبهم في نمو ومن استقرار لاستقرار .. !؟
يجيبك الباري سبحانه : ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون )
وقد روى الإمام أحمد بسنده لعقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: \"إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج\". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون }
خسروا الدنيا والآخرة .. !!
فهذه هي الدنيا ..
جبلت على كدر .. وضيق ..
لكن في الحقيقة ..
-------------------------
المؤمن يعلم ..
يعلم أن الهم والغم بقدر قوته هو ( تهيئة ) لفضل الله القادم ..
ويقرأ من خلال الدمعات الحارقة بريق الأمل .. وينظر هدية الله على صبره على هذا الألم والهم والغم ومن تكفل الله بكرمه .. كيف يكون عطاء ( ملك الملوك ) سبحانه .. ؟!
(( فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ))
أخي المهموم / أختي المهمومة :
أغمض عينك و اقرأ معي بقلبك .. بقلبك الذي ضمر من الهم واحترق من الدموع .. اقرأ معي هذا الحديث .. وتعلم معي فنون قراءة الأزمات وسأجعلها خير خاتمة .
عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \"احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك، جفت الصحف، ورفعت الأقلام، واعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن الصبر على ما تكره خير كثير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا\" رواه أحمد والترمذي .
اللهم يا كريم يا رحيم .. يا كاشف كل بلوى ويا سامع كل شكوى ..
فرج هم كاتب و قارئ وناشر هذه الرسالة وهم كل مهموم .. الله ارزقنا سعادة لا تنقطع واكفنا شر الغيب وارزقنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا .. يارب .. يارب .. يارب ..
2- سجن الابن الأكبر – ظلما – لمدة سنة ! 3- طلاق أحد بناتهم . 4- موت أخرى !! 1- غيبوبة الأب وموته فورا .