هل تحول تحضيرات ''الخضر'' إلى إفريقيا أو الخليج؟
بركان ايسلندا يهدّد مونديال جنوب إفريقيا 2010
أضحى مونديال جنوب إفريقيا مهددا بالفشل، بعد أن طرح بركان إيسلندة مخاوف كبيرة حول مصير العرس العالمي، خاصة في ظل بقاء سحابة الرماد البركاني لأسابيع أو ربما شهورا عديدة، مثلما أكده الدكتور فريستين سيغيمانسون، أحد أكبر اختصاصيي البراكين، الذي أوضح أن الاحتباس الحراري السائد خلال السنوات الماضية قد يؤدي إلى تبعات أكبر لبركان إيسلندا.
تسبب هذا البركان في إحداث هلع كبير في المجتمع الأوروبي بالخصوص باعتباره المتضرر الأكبر منه في جميع المجالات. مما قد يجعل المونديال الإفريقي آخر اهتماماتهم بعد أن شرع عشرات الآلاف من سكان القارة العجوز في التحضير للسفر إلى جنوب إفريقيا من أجل الفرجة الكروية والسياحة في نفس الوقت. وفي حال استمرار الوضع على حاله من خلال الشلل الحادث في المطارات الأوروبية، والذي يعد الأول من نوعه في تاريخ القارة الحديث، فإنه سينعكس سلبا من الناحية المادية على البلد المنظم، وأيضا على الاتحادية الدولية لكرة القدم برئاسة جوزيف بلاتير. كما قد يحرم نحو 15 دولة أوروبية متأهلة إلى النهائيات من التحضير جيدا لهذه المنافسة، أو حتى الوصول إلى جنوب إفريقيا، بدليل الصعاب التي تواجهها مختلف الأندية الأوروبية خلال أسفارها في الوقت الراهن، حيث اضطر كل من نادي برشلونة الإسباني وأولمبيك ليون الفرنسي إلى اتخاذ التدابير اللازمة من أجل التنقل إلى مدينتي طورينو الإيطالية وميونيخ الألمانية لخوض لقاءي ذهاب الدور نصف النهائي لكاس رابطة أبطال أوروبا، بعد أن أكد الاتحاد الأوروبي على ضرورة إجراء المباراتين في موعديهما. كما أن اضطرار مختلف الأندية على التنقل برا في البطولات المحلية قد يعيق احترام الرزنامة وبالتالي، قد تضطر الرابطات الوطنية إلى تمديد فترة البطولة، مما ينجرّ عنه تأخر انتهاء المنافسة. وهو ما ينعكس سلبا على تحضيرات المنتخبات الأوروبية، وبالتالي على مستوى المنافسة العالمية، بعد أن كانت جنوب إفريقيا تراهن على نجاح التظاهرة على مستوى كل الأصعدة، لإرغام الهيئة الدولية على إعادة منح تنظيم كأس العالم لبلدان إفريقية أخرى.
كما أن استمرار نشاط سحابة الرماد البركاني إلى غاية الشهر المقبل سيؤثر سلبا على تحضيرات المنتخب الوطني الذي اختار محطتين للإعداد الجيد للموعد العالمي هما سويسرا وألمانيا الموجودتين في قلب الحدث، إذ ولو افترضنا أن السفر سيتم دون أي مشكل إلى عين المكان، فإنه يستحيل التحضير في تلك الأجواء، وبالتالي لا يستبعد أن تشرع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في اتخاذ التدابير اللازمة لتغيير المكان، كأن تختار منطقة في إفريقيا تملك نفس مواصفات المناطق التي سيجري فيها ''الخضر'' مبارياته في جنوب إفريقيا، أو الذهاب إلى الإمارات أو قطر للتحضير هناك نظرا للإمكانات الكبيرة التي يتوفر عليها هذان البلدان.
يبقى فقط أنه لا أحد يدري إن كانت ''الفيفا'' ستضطر إلى تأجيل المونديال في حال الضرورة، علما أن الحالة الوحيدة التي تسببت في التأجيل جاءت بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية عام ,1939 مما أجبر ''الفيفا'' على تأجيل دورتي 1942 و.1946