عاشقة المنتخب عضو مميز
عدد الرسائل : 216 العمر : 31 الموقع : في الافق بعيد العمل/الترفيه : طالبة المزاج : مبسوطة تاريخ التسجيل : 12/10/2009 نقاط : 490 السٌّمعَة : 0
| موضوع: الذوق العام بين التطور والإنحدار الثلاثاء يونيو 01, 2010 10:37 pm | |
| ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الشيء الواحد لايمكن أن يتطور بمعزل عن باقي الاشياء
فهو مرتبط بها ارتباطا وثيقا ومداه هو بنفس مديات
إرتقاء الأشياء الأخرى المؤثرة فيه والمؤثِر فيها ، فإن حاول سبقها من خلال عدم
السيطرة عليه انحدر وعاد إلى بداياته وصار متخلفا عن الركب ، ليعود فيرتقي
مجددا بسرعة أكبر من حالة تطوره الأولى بسبب وجود آخر حلقاته التي انحدر
منها قريبة من القمة ، ولا يقاس هذا بالإنتقال الجسدي على الدرجات وإنما
يقاس على مستوى الأفكار والذاكرة .
وهنا يمكن استعمال الذوق البشري كمثال ، فذوق الرؤية والسماع واللباس
والكلام وكثير من الأمور تتدرج بحسب تدرج الأشياء الأخرى المرافقة لها وحولها ،
ولأنه مرتبط بالإنسان فهو لايخضع إلاّ لفك القيد المعنوي بإطلاق الشهوات
بينما تخضع باقي الأشياء المادية لعمليات اكتشاف أو تحويل أو اختبارات وتجارب
وهذا ما تطول مدته وحين يُربط الذوق بها يكون عقلانيا ومنطقيا وهنا يمكننا
تأسيس قاعدة تقول ( أن كل ما ارتبط تطوره بالبناء أخذ منه رصانته وتم تقبله
من المجتمع بسهولة وأمكن تعيين الخلل بيسر وإلاّ كان خيالا محضا )
والذي يحصل أحيانا عدم احتمال ( الذوق البشري ) لتباطؤ عملية البناء
والتحويل في الأشياء لظروف معينة مما يؤدي إلى فك ارتباطه بها ومحاولة
تجاوز حالة ( التدرج ) المهمة في التطور الصحيح لينتقل انتقالا عشوائيا
إلى ما يعتقد أنه مراحل منطقية لاحقة ، فيؤدي ذلك القفز العشوائي إلى الرجوع
وتكرار ما هو قد فات وكان يُعتبر متخلفا ، والسبب في الفشل هو استحالة الوصول
بغير التدرج المنطقي المواكب لباقي عمليات التحول وكذلك بسبب فقدان حلقة
مهمة من الحلقات وإلا لما احتاج التطور كل هذه القرون ليصل إلى الحاضر
وأما الأجزاء التي تمكنت من سبق الحاضر بانفراد تام فهي نادرة ولاتكون إلا
بحسابات دقيقة جدا ورؤية شاملة القراءة للماضي والحاضر .
وحالات الذوق التي تتقدم على الحاضر المعلوم تبقى شاذة لحين وصول
باقي مراحل التطور إلى مستواها لتتلائم مع الظرف العام وتدخل في سياقه
وتستحق حين ذاك وصف ( المنطقية ) ، أما إذا لم تتوافق معه ضيعت نفسها
بين باقي الأشياء المرتقية على أساس أنها منها لتكون حالة من حالات الجدل
بين المفكرين ، ولا يتجلى شذوذها إلاّ للأصلاء ممن ساروا على نهج لايخطىء
أبدا تم فيه تحديد ( ملامح الإنسانية الحق )
وكأمثلة على محاولات الإنفلات بالذوق وفشله ، هذه ( الموضات ) المتكررة
فهم في كل فترة يعودون إلى أذواق سابقة من الملابس قد مضى عليها
عشرات السنين ثم وبنفس السرعة تجدهم وقد عادوا للحاق بمراحل التطور
في فصالٍ مواكب للعصر ، ومن حاول التقدم السريع كان وصف فصاله (شاذا )
و(غير لائق ) ولكن بالتدريج تبدأ شريحة من المجتمع بتقبل هذا الشاذ ليصبح
أمرا منطقيا ولائقا ومن رفضه صار متخلفا !!!
ونتيجة ذلك كثر الدخلاء على الذوق البشري بعدم الملائمة لخلقته وتكوينه
ولصعوبة الإرتقاء بالقفز مضت حالة من التخبط تصيب هذا الذوق لتنحدر به
إلى الحيوانية ويمكن رؤية هذا في واقع المجتمعات الغربية عندما أصبحنا
لانعرف البنت من أمها ولا الإبن من أبيه فالكل يتحدث بلغة ولي الأمر وتم
إلغاء مفردة الحياء من قواميس حياتهم بعد أن فقدوا مرتكزا مهما ينظم شؤون
حياتهم في ( كتاب ) من لدن حكيم خبير لايفوته شيء والخطأ عليه محال
والحمد لله رب العالمين .
| |
|
العيون المشتاقة حامية وشمعة المنتدى
عدد الرسائل : 1464 العمر : 31 العمل/الترفيه : طالبة تاريخ التسجيل : 04/03/2009 نقاط : 2917 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: الذوق العام بين التطور والإنحدار الأربعاء يونيو 02, 2010 1:15 am | |
| | |
|