على غرار رفيق صايفي الذي طمأن الجميع على أحوال الخط الأمامي، أبى صخرة الدفاع رفيق حليش إلاّ أن يُطمئن الجميع أيضا
حليش
على أحوال الخط الذي صار يتلقى أهدافا كثيرة في الآونة الأخيرة، حيث برّر لنا الأسباب التي كانت وراء تراجع مردود الدفاع وأسباب تلقيه أهدافا متتالية في كل مباراة، مذكرا أن الإصابات والغيابات لعبت دورا كبيرا في ذلك...
كيف هي الأحوال هنا في “نومبرغ”؟
الأمور جيدة، حيث مضى على تواجدنا هنا يوم كامل، ونحن كما ترى بتعداد مكتمل، بصدد التحضير لما ينتظرنا من تحدّ بعد أيام قليلة، واعتقد أن الظروف التي وجدناها هنا مواتية لمواصلة التحضير كما بدأناه، وآمل أن نكون جاهزين مئة بالمئة يوم وصول موعد المباراة الأولى أمام سلوفينيا.
أكيد أنكم نسيتم كلية الخسارة الأخيرة أمام إيرلندا بثلاثية نظيفة؟
بطبيعة الحال نسيناها كلية، لأنها مجرّد خسارة في لقاء ودي تحضيري لـ “المونديال”، علينا ألا نضخم الأمور، لعبنا مباراة ودية جرّب فيها المدرب الوطني كل اللاعبين، القدامى والجدد، للأسف الشديد أننا خسرناها، وهذه ليست نهاية العالم، لأننا لسنا سوى خلال المرحلة التحضيرية للمونديال، وبالتالي فمن العادي جدا أن تعترضنا مثل هذه الكبوات التي سنستفيد منها حتما، لتصحيح الأخطاء والاحتفاظ بالإيجابيات. ثم أضيف لك شيئا.
تفضّل...
وقفنا على العديد من الأمور الإيجابية في لقاء إيرلندا، وعلينا ألا ننظر فقط إلى النتيجة النهائية..
(نقاطعه)... رغم الخسارة بثلاثية؟
أجل رغم ذلك، هم سجلوا علينا إثر أخطاء باهتة نوعا ما، وليس من عاداتنا أن نرتكبها، لكن الحمد لله أن الأمر يتعلق بلقاء ودي فقط، والمهم أن نعمل على تفاديها في المباريات الرسمية، ومع ذلك قلت لك هناك أمور إيجابية كثيرة.
مثلا؟
مثلا المباراة كانت فرصة لكي نختبر الجدد، واعتقد أنهم قدموا ما عليهم وكانوا في المستوى المطلوب، كما أن مردودنا لم يكن سيئا إلى درجة أن يدق ناقوس الخطر، لعبنا جيدا، وصلنا إلى مرمى المنافس في أكثر من مناسبة، للأسف أن الحظ خاننا في تجسيد الفرص، وخاننا أيضا في الدفاع عن مرمانا، وعلينا الآن أن نضع سلبيات هذه المباراة في طي النسيان ونفكر في لقاء الإمارات الذي سيكون فرصة ثانية لنا تحضيرا لـ “المونديال“.
قبل أن نعرّج على ما هو قادم، بودنا أن نتوقف عند الخطّ الخلفي الذي صار يتلقى أهدافا كثيرة في الآونة الأخيرة، بعدما صنّف كأحسن دفاع في تصفيات “المونديال“، فأين يكمن الخلل بصفتك أحد مشكّلي هذا الخط؟
ليعلم الجميع أن المعطيات تغيّرت والمستوى ارتفع أكثر فأكثر.
كيف ذلك؟
في السابق كنا نكتفي بمواجهة المنتخبات الإفريقية فقط، الآن صرنا نواجه المنتخبات الكبيرة المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم، فمنذ ثلاثة أشهر واجهنا منتخب صربيا الذي تأهل إلى “المونديال“ عن جدارة واستحقاق، ومنذ أيام واجهنا منتخب إيرلندا الذي كان قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في كأس العالم.. المستوى ارتفع كثيرا بعد أن صرنا نحتكّ بأكبر المنتخبات العالمية، ثم أن الأمر مختلف تماما من جهة ثانية، ذلك أن كل المباريات التي خضناها بعد نهائيات كأس إفريقيا، هي مجرّد مباريات ودية تحضيرية وفقط، وليست رسمية وحاسمة مثلما كان عليه الحال في التصفيات المزدوجة، ولا أنسى أن أذكرك أن المدرب بصدد تجريب كل اللاعبين ومنح الفرصة للاعبين الجدد، ولا أنسى أن أذكرك كذلك أن تعدادنا كان منقوصا بسبب شبح الإصابات الذي طالنا، الحمد لله أننا اليوم استعدنا الجميع وبعودتهم سنستعيد قوتنا وبريقنا.
إذن أنت مطمئن على أحوال الدفاع، بأنه سيعود إلى سابق عهده في الوقت المناسب؟
بطبيعة الحال مطمئن، وأعد بأنّنا سنستعيد قوتنا عن قريب في وقت “الصح“، وقت الحقيقة عندما ندخل غمار المنافسة العالمية، وإن شاء الله كل الخطوط ستستعيد بريقها في الوقت المناسب وليس فقط خط الدفاع.
رغم عدم أهمية الفوز في اللقاءات الودية كما ذكرت، ألا ترى أن الفوز إجباري على الإمارات يوم السبت القادم قبل استهلال “المونديال“ بلقاء سلوفينيا؟
آمل ذلك، نحن بصدد التحضير لـ “المونديال“ وليس لذلك اللقاء، ثم أن لقاء الإمارات هو فرصة لنا كي نواصل التحضير، وسنسعى للفوز بطبيعة الحال رغم أن ما يهمّ هو الفوز والظهور بوجه طيب في جنوب إفريقيا.
أي تعثر آخر قد يدخل الشك في نفوسكم وفي نفوس الأنصار؟
مهما كانت نتيجة هذا اللقاء ثق أن الشك لن يتسرّب إلى نفوسنا، لأننا نملك مجموعة متماسكة، صلبة، قوية وقادرة على رفع التحدي في الأوقات الحرجة، فمثلما نجحنا في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم في رفع التحدي، ومثلما نجحنا في كأس إفريقيا عندما وصلنا إلى المربع الذهبي، سنصل إلى مبتغانا مرّة أخرى في “المونديال“ بأداء مشوار مشرّف، يشرفنا كمنتخب جزائري عريق، ويشرف الكرة الجزائرية ككل. أما الأنصار فعليهم أن يواصلوا ثقتهم فينا، لأن الشك لو ساورهم فينا، فنكون فقدنا عنصرا هاما كنا نعوّل عليه دوما في خرجاتنا، عليهم أن يطمئنوا لأننا لا زلنا في مرحلة التحضيرات، ووقت الحقيقة سيجدوننا مثلما جرت العادة.
نسينا أن نسألك عن بلعيد الوافد الجديد، هل وجدت ضالتك معه في المحور وهو الذي يلعب أول مباراة رسمية له معك؟
لعبت معه دون أي مشكلة، وأعتقد أنه لاعب جيّد مثل كافة اللاعبين الجدد، ولا يمكننا أن نحكم على مردودهم بالفشل في أول ظهور لهم مع المنتخب، في رأيي الشخصي إنهم وفقوا في مهمتهم في أول خرجة لهم مع المنتخب، حيث وقفنا على أشياء جيدة من خلال المردود الذي قدموه، وإن شاء الله سنحضر أشياء أفضل في المستقبل.
هل من كلمة إلى الجمهور الجزائري الذي لم يطمئن على أحوال الدفاع ولا أحوال الهجوم في لقاء إيرلندا الأخير؟
عليهم أن يثقوا فينا، وعليهم أيضا أن يروا إلى ما صنعناه من قبل، وأن يراعوا الظروف التي لم تخدمنا في الفترة الأخيرة، لاسيما بخصوص الإصابات التي عرقلتنا. فليصبروا علينا وسنسعدهم في المستقبل مثلما عودناهم من قبل.