" إن عاد شراد إلى مستواه فهو أحسن مهاجم جزائري ودحمان يمكنه حل المشكل مستقبلا "" لو ذهبت الجزائر إلى مستوى أبعد لكان مبولحي أحسن حارس في المونديال " يعتبر روبير وساج من بين كبار المدربيين في بلجيكا تشهد له جل المدارس الأوربية بالعمل التقني الكبير، سبق له أن درب ستندار دوليا في بلجيكا، وكذا سبورتينغ لشبونة في البرتغال، كما أشرف لثلاثة سنوات على منتخب الشياطين الحمر، قبل أن يكون المدرب الرئيس للخضر في سنة 2004، وبالرغم من كفاءة هذا الخبير، إلا أنه لم يعمّر كثيرا على رأس محاربي الصحراء، كونه تلقى انهزاما بملعب عنابة في أول خرجه له على أرض الجزائر .وبير وساج خص "الشروق اليومي" بهذا الحوار الإنفرادي أي أكد فيه عن حبه وتعلقه الشديد بالجزائر كما قام بتحليل الوجه الذي ظهرت به العناصر الوطنية خلال المونديال الأخير، والذي أكد في شأنه أن زملاء القائد عنتر يحيى هم مستقبل الكرة الإفريقية إن بقي العمل الذي بدأه المنتخب الجزائري .
ما هي أخبارك سيد ليكنس؟حاليا أنا متقاعد فبعد مسيرة دامت لأزيد من نصف قرن بين اللعب والتدريب قررت أن أخرج من الميدان، كوني لم أعد قادرا على تقديم الإضافة، في بعض الأحيان أحلل بعض اللقاءات لقنوات هنا في بلجيكا، كما أنا قريب جدا من الفئات الشبانية والتي أسعى من خلالها لعرض تجربتي عليهم لكي يستفيدوا من هذا .
الجزائر شاركت مؤخرا في المونديال، هل تابعت مشوار الخضر؟وكيف لا، فالمنتخب الجزائري كان فريقي في كأس العالم كون المنتخب البلجيكي غاب عن المنافسة، وصدقوني أنني استمتعت بهم كثيرا، كون الجزائر لعبت بطريقة جيدة، غير أن النتائج لاتعكس واقع المنتخب الجزائر، وأظن أن الفريق لم يكن محظوظا في هذه الدورة، ولو حدث ذلك لكان قد تأهل على الأقل للربع النهائي بعد كل الأشياء الجميلة التي أظهروها، وبالأخص أمام الانجليزي، أين رأينا منتخب جزائري قوي جدا، ومتحكم في زمام اللقاء .
وكيف تقيّم لاعبي المنتخب الوطني، ومن هو أحسن عنصر حسبك؟دون تفكير أقول أن مجيد بوقرة لاعب غلاسكو الذي كان صخرة في الدفاع، وظهر بمستوى عالي جدا في الدورة، كما أن زياني لعب بطريقة جيدة وذكية، وأثار المخاوف لدى منافسي الفريق، في حين مطمور كان محاربا ولم يتوقف عن طلب الكرات، وهذا ما أعطى قوة للفريق، وعلى العموم فالعناصر الجزائرية كانت في المستوى وهذا جدي، كون الفريق يلعب لأول مرة كأس العالم، لذا أظن المستقبل سيكون أكثرا ازدهارا للكرة الجزائرية على العموم، لكن مثل هذه النجاحات ستمس كل الأطراف من منتخبات الشباب إلى النوادي، وهذا ما حدث بعد 2002 للسنغال والتي أبهرت العالم في كأس العالم التي جرت آنذاك في كوريا الجنوبية واليابان .
وما رأيك في الحارس مبولحي؟أه نسيته، قويا جدا وصدقوني لم أكن أعرفه، لكنه أبهرني ولو ذهبت الجزائر إلى أبعد مستوى في كأس العالم، لكان أحسن حارس في المونديال، فلقد عرف كيف يصل للمرتبة الأولى وانتزاع الحارس الأخر (يقصد شاوشي) وهذا لم يكن سهلا والأصعب هو الظهور بمستوى كبير في لقاءين صعبين جدا، وأمام كل من هجوم الإنجليز والأمريكان، وهذا ليس بالسهل وأقولها وأكررها، أن الجزائر تملك حارس من طينة الكبار دون أن أقلل من حراس آخرين، على غرار الذي لعب اللقاء الأول(ويقصد مرة أخرى شاوشي)، وكذا بن حمو الذي عرفته أيام تدريبي للفريق، وكان جيدا بدوره.
الجزائر ستغيّر حتما المدرب بعد المونديال هل ترى بأن الأمر إيجابي أم سلبي؟حسب رأيي فهذا خطأ كون سعدان قد حقق نتائج مبهرة منذ إشرافه على الفريق وأهل الجزائر للمونديال عن جدارة، وإن كانت لي كلمة أو كنت من القائمين على تسيير الكرة الجزائرية، لرفضت ذهابه، فهو مدرب حكيم، وهو من صنع الفريق لذا مغادرته خطأ كبير يجب تفاديه، غير أن الحال سيختلف في حالة إصراره على الرحيل، وهنا يجب احترام قراره، لأنه يعي ما يفعل، لكن يجب على الاتحادية الجزائرية أن تقنعه على البقاء، كونه قام بعمل جبار وأهل الجزائر عن مجموعة كانت مصر المرشحة الحتمية لها، وفازا على ساحل العاج في كأس إفريقيا التي أقيمت بأنغولا ولعب الدور النهائي، وهذه نتائج جد إيجابية أعادت الكرة الجزائرية للواجهة على الصعيد الدولي والقاري .
في رأيك إن حدث هذا من هو الخيار المناسب الأجنبي أو المحلي؟الأمر لا يتعلق بجنسية المدرب بل بكفاءة هذا الخير، فمثلا سعدان يمتلك التجربة الكافية والشخصية لتدريب أي فريق سواء في إفريقيا أو في أوربا، وانظروا ما حدث مع المنتخب الفرنسي، فدومنيك له سيرة محترمة، غير أنه لم يستطع السيطرة على الفريق فالجنسية ليس لها علاقة بالشخصية أو الكفاءة، المهم أن يكون المدرب له قدرات فنية محترمة ويستطيع الحوار مع اللاعبين وشخصيته تمكنه من السيطرة على المجموعة ولا تهم جنسيته .
شخصيا إن طلب منك العودة مجددا للعمل في الجزائر، هل ستقبل بذلك؟لا يمكنني العودة مجددا للميادين فأنا في تقاعد من جهة، ومن جهة أخرى فحالتي الصحية لا تسمح لي بذلك فسني الآن هو 72 عام، وحان الوقت للتوقف، غير أنني أبقى تحت تصرف الجزائر إن تم استشارتي في أي شيء، كوني أحتفظ بذكريات جميلة وعلاقات طيبة مع اتحاد كرة القدم، فأنا تحت خدمة الجزائر إن احتاجتني .
على ذكر عملك على رأس الخضر، ما سبب المغادرة يومها؟السبب هو الانهزام الذي تلقيناه أمام الغابون بعنابة، أين لم نتحكم في اللقاء بالرغم من قدرتنا على الفوز، وهذا ما عجل في رحيلي والذي كان بالتراضي فالوقت لم يكن كافيا آنذاك للعمل غير أني مازلت أحتفظ بذكريات جميلة.
كيف تفسر انهزام الجزائر أمام المنتخب الغابوني المتواضع آنذاك وبثلاثية؟السبب بسيط هو أن الهدف جاء مبكرا وأقلق بعض اللاعبين الذين أرادوا التسجيل وتوجهوا كلهم للهجوم، وفي هجمات معاكسة تمكن الفريق الغابوني من تسجيل هدفين، وهو ما أدى لحدوث الكارثة وعجل بذهابي، غير أني في ذلك الوقت لاحظت غياب الروح الجماعية داخل الفريق، فالمحترفون من جهة والناشطون في البطولة المحلية من جهة أخرى، فلقد كنت أعمل مع فريقين في منتخب واحد، وهذا صعب جدا غير أني أحسست أن الأمر يختلف مع هذا الجيل ورأيت أن الجزائر تملك مجموعة متحدة فعندما ترى ما يفعله اللاعبون على أرضية الميدان من مساندة لبعضهم بعض تكون لك فكرة عن روح المجموعة، كما أغتنم الفرصة لنصح الصحافة الجزائرية بعدم التكلم عن المحترفين من جهة والمحليين من جهة أخرى، فكلاهما جزائري، والأحسن هو من يحمل ألوان الفريق .
الجزائر عانت كثيرا من الهجوم، هل لاحظت ذلك؟نعم فالفريق حسب الإحصائيات لا يسجل كثيرا غير أن هذا ليس مهم فالمهم هو الفوز والتأهل وليس عدد الأهداف لأن الكرة تتطلب الواقعية .
ألا ترى أن لاعبين مثل مالك شراد ومحمد دحمان يمكنهما فك العقدة الهجومية؟بالنسبة لشراد فهو مهاجم قوي جدا، وأظن أنه لو عرف كيف يسيّر مشواره الكروي لكان الآن يحمل ألوان أحد الفرق الكبرى وحسب علمي هو يلعب في البرتغال، وإن عاد لمستواه فسيكون مفيدا للمنتخب، وبالنسبة لدحمان نفس الشيء فهو مهاجم قوي والكل يشهد له بالمهارة العالية في بلجيكا .
كيف تقيّم حظوظ تأهل الخضر لكأس العالم 2014 بالبرازيل؟الأمر يختلف فسنرى المجموعة التي ستلعب فيها الجزائر، في كرة القدم كل شيء سريع، فاليوم أنت في القمة وغدا في القاعدة، غير أنني متأكد إن استمرت الاتحادية في عملها فالتأهل سيكون مضمونا .
هل تريد من إضافة لنختم بها الحوار؟ليس عندي أي شيء أضيفه فقط أحيي الشعب الجزائري على العموم ومتتبعي الكرة على الأخص الذين أقول لهم بأن الجزائر تمتلك منتخبا مستقبليا يمكنه الذهاب بعيدا إن بقي العمل متواصل على هذا المنوال .