في ظلام الليل الكلّ يتحد, رغبة البقاء تجعلهم أكثر اتفاقاً ..!!
خوفهم من جوع الموت وتعطشة الذي يرويه بدموع فراقهم يقلق سباتهم ..
ينادون بعضهم البعض كيّ يشعرو بالسكينة
وحينما ينادي الشفق الظلام ويحتضنه بالنور تتبدد تلك الهواجس
ويعود الجميع لأدوارهم وتجسيد مواقفهم القديمة ..!!
يمدون أيديهم يستجدون الكآبه ..!
يشعرون بجوع الفقر , ألم الفراق , دموع القهر , غدر الرفاق .. !
ولكن تبقى تلك الكآبه الصامته هي الأعمق ..!!
مسكينة تلك " الكآبه " خرساء لاصوت لها
قتلوا " مشاعرها " !!
كم يضج هنا المكان بالقتلة الذين لم يسفكوا دمًا قط !
أحاول " الهروب " أبحث عن عالمٍ أقل قساوةً من هذا العالم
أفتح الطريق لبصري .. !!
لعلّي كنت اتأمل بشيء " مــا " !
جلست على أول مقعد واجهني .. تشبثت بحقيبة يدي وكأنها تحمل لي شيءً بت أفتقده ..!
لم يعني لي الكل هنا ولكني عنيت لهم الكثير ..!!
أصبحت شكلاً " جديد " أعطاهم منطلقاً رحب في التحديق !
الجميع هنا متشابهون إلى حد كبير يحملون الملامح ذاتها يفتعلون البشاشة ويستمرون بتناول الأفيون والتلذذ بقطع الغباء المغلفة بالشوكولاهـ
يركبون أرجوحة البكـاء ويخفون أحزانهم بقبعات ملونة ..!
يرتجف الصمت فوق شفاههم التي مزقها الكلام !!
في ذاك النفق البعيد أرسلت صراخي .. وعلى جدرانه رسمت " الأمل " بأظافري ..!
انه عالم غريب موحش مليء بالخوف والتأمر ..
سأغادر المكان قبل أن تُشنق الظلمة بأسلاك الكهرباء
على هذا المقعد سأترك رسائلي المغسولة بالدمع ..!
وسأسير وأنـا مغمض عينيّ لأني لا أريد أن أشــاهد أكثر من هذا !
فالليل يحملّ البقــاء , والنهار يحملّ الرغبة في الفنــاء .. !!
هكذا هي المعادلة ...