أصبحت قطر أول دولة عربية يعهد إليها تنظيم كأس العالم بكرة القدم، بعدما اختارها الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) لاستضافة هذه المسابقة في العام 2022، بينما أسندت نسخة العام 2018 إلى روسيا.
وأعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر بعد تصويت أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا في زيوريخ أن روسيا ستنظم كأس العالم لكرة القدم عام 2018، وقطر في العام 2022، لتفوز بذلك على منافسيها الولايات المتحدة واستراليا وكوريا الجنوبية واليابان.
وجاء خيار اللجنة مفاجئا من حيث استبعاد المرشحين الأوفر حظا: انكلترا، منشأ كرة القدم، لكأس 2018 والولايات المتحدة البلد ذو الامكانات الهائلة، لكأس 2022.
وباختيار قطر، هذا البلد الصغير في الخليج الغني بالغاز والبالغة مساحته 11427 كلم مربع وعدد سكانه 1,7 مليون نسمة، والذي أصبح في غضون سنوات لاعبا أساسيا في المنطقة ولا سيما في مجالي الرياضة والثقافة، اختارت الفيفا الجرأة واستمرت في فتح مجالات جديدة بعد فتحها الباب أمام آسيا عام 2002 (اليابان وكوريا الجنوبية)، ثم أمام افريقيا عام 2010 (جنوب أفريقيا).
وتميز ملف قطر 2022 باستخدام تقنيات حديثة وصديقة للبيئة لتبريد الملاعب ومناطق التدريب ومناطق المتفرجين، حيث سيكون بمقدرة اللاعبين والاداريين والجماهير التمتع ببيئة باردة ومكيفة في الهواء الطلق لا تتجاوز درجة حرارتها 27 درجة مئوية. ووعد ملف قطر بالتخلي عن 170 ألف مقعد في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها إلى البلدان النامية.
أما روسيا فقد حصلت على أعلى عدد من الأصوات لاستضافة مونديال العام 2018 متقدمة على كل من إنجلترا إضافة إلى ملف مشترك بين إسبانيا والبرتغال وآخر مشترك بين هولندا وبلجيكا.
وفور صدور الإعلان انفجرت فرحة عارمة في الدوحة حيث تداعى الآلاف من القطريين وأفراد الجاليات العربية والأجنبية في الدوحة منذ ساعات ما بعد الظهر للتجمع في ساحات رئيسية حددتها قطر لمتابعة التصويت، وسادت حالة من الترقب والتلهف لسماع خبر إعلان فوز قطر بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022، بعد أشهر من حشد كافة المؤسسات الإعلامية ومؤسسات قطر وحتى مؤسسات النفط والغاز والبتروكيماويات لحملة دعم ملف قطر الشعبية.
وطغت أصوات الفوفوزيلا التي اشتهرت في مونديال 2010 في جنوب افريقيا، في "سوق واقف" حيث تجمع مئات الأشخاص وقوفا أمام شاشة عملاقة لمتابعة التصويت النهائي بعد أن ضاقت بهم مقاعد عشرات المقاهي المنتشرة في السوق التراثي.
وبقرار "الفيفا" تواجه دولة قطر اكبر تحد رياضي لها، إذ تصبح أول دولة عربية تنال شرف الاستضافة ولتجلب الكأس العالمية للمرة الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط.
ومن ابرز أوجه التحدي أمام قطر الحر الشديد المخيم في البلاد خلال الصيف ومساحة البلاد الضيقة، وهما عاملان قد يطرحان مشكلات على الصعيد اللوجستي والتنظيمي إذ يتحتم بناء الملاعب في دائرة لا يتعدى قطرها مئة كلم. غير أن هذا البلد الذي حظي ملفه بدعم زين الدين زيدان نجم كرة القدم الفرنسي، يعتزم بناء ملاعب حديثة مجهزة بأنظمة مبتكرة لتكييف الهواء.
وكانت الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة أمير قطر أعلنت لدى تقديمها العرض الخاص والنهائي بملف بلادها أن الوقت حان لمنطقة الشرق الأوسط كي تنال شرف استضافة كأس العالم في كرة القدم بملف قطر 2022، متوجهة بكلامها الى أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد.
وشددت الشيخة موزة على الجوانب الانسانية للملف إضافة إلى التأثيرات الايجابية التي يمكن أن يحدثها تنظيم بطولة بهذا المستوى على منطقة الشرق الأوسط على كافة المستويات.
ولم يسبق لقطر أن شاركت في كاس العالم لكرة القدم بالرغم من التطور الكروي الكبير الذي شهدته خلال السنوات الماضية، إذ تقام فيها بطولة دوري محلي تجذب أنديته العديد من النجوم العرب والأفارقة، كما اختار عدد من نجوم الكرة العالميين إنهاء مسيرتهم الاحترافية فيه مقابل رواتب مغرية.
وتبث مباريات هذا الدوري مباشرة على قناة الجزيرة الرياضية، التي حصلت في السنوات الماضية على حقوق البث في الشرق الأوسط لأهم المسابقات الكروية العالمية والدوريات الأوروبية.