اليوم جايب لكم قصتين
اتمنى ان تنالا اعجابكم
الاميرة العمياءحملت الأميرة الفانوس بيدها اليسرى، والعصا بيدها اليمنى، وأقسمت أن لا يهدأ لها بال حتى تقتل كل المنافقين في مملكتها الصغيرة، بعد أن
وصلتها أخبار نفاقهم الذي فاحت رائحته، وأصبح يبعث على الاشمئزاز والقرف فقد أصبحوا يعيقون عجلة التطور بالمملك الوادعة، نتيجة
ازدياد أعدادهم وتنوع وتلون أقنعتهم، والواجب يحتم عليها أن تخلّص المملكة من أخطارهم التي تبدو للعيان، وللوهلة الأولى صغيرة، أما في
حقيقة الأمر فهي أخطار جسيمة. انطلقت في كل الاتجاهات بحثاً وتنقيباً إلى أن أعياها البحث وأضناها التنقيب.. فالخوف والحذر دبّا في
أوصال المنافقين الذين بدؤوا يحذر بعضهم بعضاً حتى أن الأميرة لم تستطع أن تلقي القبض ولو على منافق واحد، فالشوارع والساحات التي
كانت بالأمس تعجّ بهم أصبحت اليوم خالية، كانت تسمع بين الحين والآخر أصواتاً بشرية بعيدة، مشوشة، ومبهمة وغير مفهومة، وكانت
تسمع بعض الأصوات الوديعة والهادئة والبريئة تخاطبها باحترام وتتمنى لها التوفيق في مهمتها هذه التي شاع خبرها في أرجاء المملكة
بسرعة البرق. سألت الأميرة نفسها مراراً ما هو سرّ هذا الاختلاف العجيب في أصوات الناس؟!. لماذا لا تكون كل أحاديث البشر صادقة
ومفعمة بالبراءة والطيبة وحب الخير؟ لاسيما وأن البشر جميعاً يرجعون في انتمائهم إلى الأب آدم والأم حواء عليهما السلام ومن كان حديثه
نفاقاً كان ضعيف الشخصية، مهزوزها، لا خير فيه ولا أمل منه، ولا ثقة بأقواله كادت الأميرة تفقد ثقتها بصحة ما سمعته عن المنافقين
وأعدادهم المتزايدة فأيام وليالي البحث انتهت بلا جدوى قالت في نفسها: النفاق لا يدرّس في المدارس، ولا في الجامعات ولا يمزج مع أي
نوع من أنواع الطعام، حتى الحليب إذا افترضنا أنه ينقل مع حليب بعض الأمهات، وهذا افتراض خاطئ، فالكثير من الأطفال في عصرنا لا
يرضعون حليب أمهاتهم.. بل يتناولون حليباً مجففاً أو غير مجفف من حليب الأغنام والماعز والأبقار الخ.. الخالي من أي نوع من أنواع
النفاق البشري الوراثي. كما أنه أي النفاق لا يستورد كما تستورد البضائع الأجنبية من الخارج. وهو ثقيل بحد ذاته حتى أن أية ريح تعجز
عن نقله، فمن أين يأتي هذا الداء إلى مملكتنا؟ كانت رغبة الأميرة كبيرة بأن تكون مملكتها نظيفة وخالية من المنافقين لذا بدأت تقنع نفسها
بأن المعلومات التي وصلتها ما هي إلا محض افتراء، وافترضت أن النفاق الذي يتحدثون عنه قد يكون عدوى حملتها ريح عاتية من بلاد
بعيدة حطت ورحلت على الفور عن مملكتها. بعد أن اصطدمت بنفوس سكان المملكة الأباة الذين احتقروها وطردوها وبعد أن وجدت أن
المناخ هنا غير مناسب، والتربة غير صالحة كادت الأميرة تطير فرحاً، فخطر النفاق غير موجود، وما سمعته لا يتعدى محض افتراء، أو
عدوى لم يكتب لها البقاء والانتشار. وإن حقدها وحملتها على المنافقين لا مبرر لهما. وعزمت أمرها على أن لا تصدّق أي حديث تسمعه
من اليوم فصاعداً في هذا المجال. بعد أن تأكدت وبتجربتها من أن الجو صافٍ لا غيوم فيه ولا عواصف فجأة انطفأ الفانوس، وسقطت
العصا من يد الأميرة، التي كانت تدّب الرعب في أوصال المنافقين الحذرين والمراقبين لكل خطوة خطتها الأميرة والذين سارعوا لارتداء
ثياب الحمل الوديع. وأعلنوا الطاعة، وبدؤوا يمسحون الجوخ ويقبلون الأيادي كما يقال كل حسب خبرته ومعرفته من لحظة ابتداء حملتها
ضدهم حتى باتت تظن أنهم أشبه بمعشر الملائكة، ومن طينة غير طينة البشر ما أن انطفأ الفانوس وسقطت العصا حتى وبسرعة البرق
سرق أقرب المنافقين من الأميرة العصا وبدأت الأصوات تتعالى والنبرات تزداد حدة وقساوة بعضها يطالب بقطع اليد التي كانت تهددهم
وتحمل العصا، وأخرى تطالب بسجن الأميرة مع الأشغال الشاقة، وثالث يطالب بإعدامها بحجة أنها كانت تشكل خطراً حقيقياً على جيش
المنافقين كان ذلك درساً لكل من حمل وهو أعمى العينين على النفاق وأهله.
:arrow: :arrow: :arrow: :arrow:
الصيادكان هناك للسمك صياد .. في عمله حريص جاد كان يصيد في اليوم السمكة فتبقى في بيته .. ما شاء الله أن تبقى حتى إذا انتهت .. ذهب
إلى الشاطئ .. ليصطاد سمكة أخرى.في ذات يوم .. وبينما زوجة ذلك الصياد. تقطع ما اصطاده زوجها هذا اليوم, إذ بها ترى أمراً عجبا
رأت .. في داخل بطن تلك السمكة لؤلؤة ! تعجبت لؤلؤة .. في بطن سمكة .. ؟؟ !!سبحان الله
* زوجي .. زوجي .. انظر ماذا وجدت ..؟؟
* ماذا ؟؟
* إنها لؤلؤة.
* ما هي ؟؟
* لؤلؤة .. فـي بـطن السمكة
* يا لك من زوجة رائعة .. أحضريها .. علنا أن نقتات بها يومنا هذا .. ونأكل شيئا غير السمك.أخذ الصياد اللؤلؤة .. وذهب بها إلى
بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور.
* السلام عليكم.
* وعليكم السلام.
* القصة كذا وكذا .. وهذه هي اللؤلؤة .
* أعطني أنظر إليها .. يااااااااه .. إنها لا تقدر بثمن .. ولو بعت دكاني .. وبيت .. وبيت جاري وجار جاري .. ما أحضرت لك
ثمنها .. لكن .. اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة ..عله يستطيع أن يشتريها منك ..!!! وفقك الله .أخذ صاحبنا لؤلؤته .. وذهب
بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة.
* وهذه هي القصة يا أخي.
* دعني أنظر إليها .. الله.. والله يا أخي.. إن ما تملكه لا يقدر بثمن.. لكني وجدت لك حلاً .. اذهب إلى والي هذه المدينة .. فهو القادر
على شراء مثل هذه اللؤلؤة
* أشكرك على مساعدتكـ وعند باب قصر الوالي .. وقف صاحبنا .. ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول عند الوالي.
* سيدي.. هذا ما وجدته في بطنها...
* الله.. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه.. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها.. لكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة .. ستبقى فيها لمدة
ست ساعات.. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة .
* سيدي.. علك تجعلها ساعتان.. فست ساعات كثير على صياد مثلي.
* فلتكن ست ساعات .. خذ من الخزنة ما تشاء.
دخل صاحبنا خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظرا مهولاً.. غرفة كبيرةٌ جداً .. مقسمة إلى ثلاث أقسام .. قسم .. مليء بالجواهر والذهب
واللآلئ.. وقسم به فراش وثير .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة.. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب.الصياد محدثا نفسه:
ست ساعات ؟؟ إنها كثيرة فعلا على صياد بسيط الحال مثلي أنا..؟؟ ماذا سأفعل في ست ساعات؟! حسنا .. سأبدأ بالطعام الموجود في
القسم الثالث .. سآكل حتى أملأ بطني.. حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب.ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث ..
وقضى ساعتان من المكافأة .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول .. وفي طريقه إلى ذلك القسم .. رأى ذلك الفراش
الوثير .. فحدث نفسه: الآن .. أكلت حتى شبعت .. فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن..
هي فرصة لن تتكرر.. فأي غباء يجعلني أضيعها ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عميق.وبعد برهة من الزمن
* قم .. قم أيها الصياد الأحمق.. لقد انتهت المهلة.
* هاه .. ماذا ؟؟ !!
* نعم .. هيا إلى الخارج.
* أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية.
* هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة.. والآن أفقت من غفلتك .. تريد الاستزادة من الجواهر .. أما كان لك أن تشتغل بجمع
كل هذه الجواهر .. حتى تخرج إلى الخارج .. فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده.. وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها.. لكنك أحمق
غافل .. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه.. خذوه إلى الخارج.
* لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لا.
انتهت القصة لكن العبرة لم تنته أرأيتم تلك الجوهرة ؟؟ هي روحك أيها المخلوق الضعيف إنها كنز لا يقدر بثمن.. لكنك لا تعرف قدر ذلك
الكنز. أرأيت تلك الخزنة ..؟؟ إنها الدنيا .أنظر إلى عظمتها وأنظر إلى استغلالنا لها.أما عن الجواهر فهي الأعمال الصالحة.وأما عن
الفراش الوثير فهو الغفلة.وأما عن الطعام والشراب فهي الشهوات. والآن.. أخي صياد السمك . آن لك أن تستيقظ من نومك..
وتترك الفراش الوثير ..وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك ..قبل أن تنتهي تلك الست فتتحسر والجنود يخرجونك من هذه النعمة التي تنعم
بها.فلنعتبر أخوتي قبل فوات الأوان ونبدأ جمع الكنوز.