ذكر الله تعالى:
من الأمور التي يجب أن يغتنمها الآباء في رمضان، غرس حب ذكر الله عز وجل، في قلوب أبناءهم. فعندما يرى الأبناء آباءهم وهم يحرصون قبل غيرهم، على ذكر الله عز وجل، والتمسك ببعض الأذكار والدعية المستحبة، فإنهم سيحبون أن يقلدونهم، فكيف لو شرح الآباء لأبنائهم معزى ذكر الله تعالى، والأجر الذي يناله العبد على ذلك. وطالما أن العائلة خلال رمضان تجلس إلى بعضها أكثر من غيرها من شهور السنة، لذلك، وجب استغلال هذه الأوقات، لتلقين الأبناء بطرق غير مباشرة، الكثير من العبادات.
ومن أسهل هذه الأمور التي قد يتعلمها الأبناء من آباءهم،هي الأذكار، ذلك أنها:
1- لا تتطلب الكثير من الوقت أو الجهد.
2- يمكن أن يرددها الأب وهو جالس أو مشتغل ، أو في أي مكان.
3- كثرة المناسبات التي قد يردد فيها الأب الأذكار.
4- تنوع الأذكار، وتنوع الأجر الذي يحصل عليه الإنسان بذلك.
وفيما يلي، بعضاً من الأذكار التي يستحسن أن نغتنم رمضان في ترديدها وتعليمها لأبنائنا، وهي في كل واحدة منها، لا تتعدى الدقيقة الواحدة، منها:
1- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الفاتحة (5) مرات على الأقل، وفيها أكثر من 7 آلاف حسنة
(عدد أحرف سورة الفاتحة 140 × 10 حسنات للحرف × 5 مرات قراءة).
2- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص (12) مرة سرداً وسراً ،وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن قراءتها تعدل ثلث القرآن، فإذا قرأتها (12) مرة فإنها تعدل قراءة القرآن (4) مرات.
3- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ وجهاً من كتاب الله عز وجل .
4- في دقيقة تستطيع أن تقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ( 15 ) مرة، وأجرها كعتق (6) رقاب في سبيل الله من ولد إسماعيل .
5- في دقيقة تستطيع أن تقول : سبحان الله وبحمده (100) مرة، ومن قال ذلك في يوم غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ، كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
6- تستطيع أن تقول : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ( 50) مرة .وهما كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن_كما روى البخاري ومسلم _
7- قال صلى الله عليه وسلم : " لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ." _رواه مسلم _في دقيقة واحدة، تستطيع أن تقول هذه الكلمات جميعاً أكثر من (10) مرة ..
8- في دقيقة واحدة : تستطيع أن تقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) أكثر من (40) مرة ،وهي كنز من كنوز الجنة _ كما في البخاري ومسلم _كما أنها سبب عظيم لتحمل المشاق .
9- في دقيقة واحدة : تستطيع أن تقول ( سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ،وزنة عرشه ، ومداد كلماته ، أكثر من (20) مرة .وهي كلمات تعدل أضعافاً مضاعفة من أجور التسبيح والذكر .
10- في دقيقة : تستطيع أن تستغفر الله أكثر من (100) مرة .
الصـدقة:
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيد[البقرة:267].
وفي رمضان، فرصة كبيرة لمضاعفة الأجر، وتعليم الأولاد على تقديم الصدقة للفقراء والمساكين، وإطعام الناس ودعم المشاريع الخيرية.وهي من العبادات العظيمة في هذا الشهر لما تحدثه من حب الصغير للفقراء والمساكين والعطف عليهم، بالإضافة إلى انتزاع خصلة البخل والأثرة من قلبه، ولعل من الطرق التي يربى عليها في هذه العبادة ما يلي:
* إعطاؤه مبلغاً محدداً ليسلمه إلى المحتاج عند باب المسجد أو في الشارع.
* إشراكه في توزيع الطعام على الفقراء المجاورين وغيرهم، وتذكيره دوماً بفضل هذه الأعمال ولا ريب أن لها أثراً كبيراً على الصغير.
* مشاركته في توزيع وجبات إفطار الصائمين، سواء كان في مشاريع إفطار الصائم، أم على بيوت المحتاجين.
وضع جوائز لمن لا يتكلم بكلام مسيء وبذيء، ومثله للطفل الأقل خطأ، وكذلك عدم إيذاء الجيران والإزعاج أو نحوه.
ومن أفضل البرامج التي يمكن للآباء تعليمها للأبناء هي أن يضعوا "حصالة" في المنزل، على مدار العام، يضع فيها الجميع ما زاد معهم من مال بسيط من قطع نقدية صغيرة، غير ما ينفقوه في سبيل الله من صدقات ودعم للمشاريع الخيرية وزكاة وغيرها. فإذا جاء رمضان، أفرغت الحصالة مما فيها، وأعيدت إلى مكانها، ويقوم الآباء والأبناء بحمل هذه النقود معهم خلال شهر رمضان، وإعطاء كل سائل أو محتاج، وتقديمه لبعض الجمعيات الخيرية أو المساجد، أو المساهمة في مشروع فطار الصائم في الحي، كما يتم وضع المال من جديد في الحصالة، خلال شهر رمضان المبارك، على أن يزيد الأهل من دعمهم لهذا الصندوق الخيري في المنزل، وفي الأيام الأخيرة من رمضان، يتم فتحه من جديد، وتوزع الأموال التي فيه في وجوه الخير.إن استمرار وجود حصالة في المنزل، يدعم الإحساس لدى الأبناء بضرورة تقديم المال على الدوام للمحتاجين وينمي لديهم الدافع للتبرع والصدقة، على مدار العام. أما فتح الصندوق، وتقديم ما فيه للمحتاجين، فإنه ينمي لدى الأولاد الإحساس بأهمية الصدقة في رمضان وعظم الأجر والثواب في ذلك