ابو نور الموسوي عضو مبتدئ
عدد الرسائل : 9 العمر : 48 العمل/الترفيه : الترفيه تاريخ التسجيل : 02/08/2009 نقاط : 28 السٌّمعَة : 0
| موضوع: الصوم وشهر رمضان( الحلقة الاولى) الجمعة سبتمبر 11, 2009 9:10 am | |
| العبادة وتكامل الفرد والمجتمعخلق الله الإنسان ومنحه العقل والرشد والفاعلية والتكليف وجعل فيه الإمكانية والشأنية لحمل الغرائز والتجارب وعلى مسرح الحياة وحمل كل بذور ومقومات نجاح تلك التجارب , ومن التجارب الأصيلة والأكثر امتداداً وشمولاً في حياة الإنسان هي تجربة الإيمان وكون الإنسان مشدوداً بطبيعته إلى المعبود المطلق وهذه التجربة ملازمة للإنسان منذ ابعد العصور وفي كل مراحل التاريخ , ولكن مع هذا فأن الإيمان كغريزة لا يكفي ولا يضمن تحقيق الارتباط بالمعبود بصورته الصحيحة الصحية ,لان صورة وكيفية الارتباط تعتمد وترتبط بدرجة كبيرة ورئيسية مع طريقة إشباع من تلك الغريزة الإيمانية ,ومع كيفية وأسلوب الاستفادة من تلك الغريزة , فالتصرف السليم والصحيح في إشباعها هو الذي يكفل المصلحة النهائية للإنسان لارتباطه بالخالق المطلق بالكيفية الصحيحة المناسبة .ومن الواضح إن أي غريزة تنمو وتتعمق إذا كان السلوك موافقاً لها .فبذور الرحمة والشفقة تنمو في نفس الإنسان من خلال التعاطف العملي المستمر مع الفقراء والبائسين والمظلومين ,أما لو كان السلوك مخالفاً ومضاداً للغريزة فأنه يؤدي إلى ضمورها وخنقها فبذور الرحمة والشفقة مثلاً تضمر وتموت في الإنسان من خلال التعامل والسلوك السلبي من الظلم وحب الذات .وعليه فالإيمان بالله والشعور الغريزي العميق بالتطلع نحو الغيب والانشداد إلى المعبود لابد له من توجيه وتسديد وتحديد الطريق والسلوك المناسب لإشباع هذا الشعور وتعميقه وترسيخه ,لأنه بدون توجيه سيضمر هذا الشعور وينتكس ويمنى بألوان من الانحراف والشبهات مما يؤدي إلى ارتباط غير صحيح ليس له حقيقة فاعلة ومنتجة في حياة الإنسان .وقد تصدى الشارع المقدس لتعميق ذلك الشعور والإيمان بجعل العبادات التي تمثل التعبير والوجه العلمي والتطبيقي لغريزة الإيمان ,وقد نجحت هذه العبادات في المجال التطبيقي في تربية أجيال من المؤمنين على مر التاريخ الذين جسدت عباداتهم من صلاة وصيام وزكاة وغيرها في نفوسهم الارتباط العميق والصحيح بالله تعالى ورفض كل قوى الشر المادية والمعنوية ,ولتعميق وتأكيد الإيمان جعل الشارع المقدس بعض النقاط والأفعال في العبادات مبهمة وغيبية لا يمكن للإنسان أن يعي سرها وتفسيرها تفسيراً مادياً محسوساً ,ومن الواضح انه كلما كان عنصر الانقياد والاستسلام في العبادة اكبر كان أثرها في تعميق الربط بين العابد وربه أقوى ,أما إذا كان العمل واضح الغرض والمصلحة في كل تفاصيله تضاءل فيه عنصر الاستسلام والانقياد وطغت عليه دوافع المصلحة والمنفعة .ومن الجدير بالذكر إن الله سبحانه وتعالى لم ينصب نفسه هدفاً وغايةً للمسيرة الإنسانية لكي يطأطئ الإنسان رأسه ويتذلل بين يديه من اجل تكريس ذاته المقدسة فحسب ,بل أراد بهذه العبادة أيضا أن يبني الإنسان الصالح المتكامل القادر على تجاوز ذاته والمساهمة في المسيرة الشمولية لجوانب الحياة المتنوعة حيث حرص المولى الشرعي على أن يكسب الانسان الصالح المتكامل روح العبادة في كل أعماله وتصرفاته ويحولها إلى عبادات . كما ورد عن النبي الأكرم (صلواة الله عليه وعلى آله) (إن استطعت أن لا تأكل وتشرب إلا لله فافعل ( إضافة لذلك فقد صيغت العبادة في الشريعة المقدسة بطريقة جعلت منها في اغلب الأحيان أداة ووسيلة لعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان, والتأكيد على أن العلاقة العبادية ذات دور اجتماعي في حياة الإنسان ولا تكون ناجحة إلا حين تكون قوة فعالة في توجيه ما يواكبها من علاقات اجتماعية توجيهاً صحيحاً وبعبارة أخرى أن الإنسان لم يخلق ولم يوجد اساساً في نسيج إنساني عام لا ينسجم ولا يحفظ كيانه الا مع تعاليم الله سبحانه وتعالى , فجعل الإنسان مرتبطاً بالمجموعة البشرية بقانونين من التعامل والسلوك .الأول : حب الآخرين , فكل مسلم بل كل إنسان مطالب بحب الاخرين وعدم حمل الحقد والضغينة عليهم وعليه ان يترجم ذلك في سلوكه وإحساسه فيتألم لألم الآخرين ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم .الثاني : السعي في حوائج الآخرين , وهذا القانون يمثل الترجمة العلمية والتطبيق الواقعي لما حس وشعر به تطبيقاً للقانون الأول .ومما لا يخفى إن الشارع المقدس قد ترجم ذلك في العمل والتطبيق بعد الشرح النظري , فسيرة النبي الأكرم (صلواة الله عليه وعلى اله) وسيرة ألأئمة المعصومين (عليهم السلام) خير شاهد على ذلك حيث الحضور في الساحة الاجتماعية والإحساس بما يحسه المجتمع ومعرفة حاجة الناس العملية والعبادية والأخلاقية ضمن ما يسمح لهم وما قدروا عليه كل حسبظروفه , ونتيجة عملهم (عليهم السلام)إنهم اعطو صورة كاملة وواضحة تفرز المجتمع المسلم عن سائر المجتمعات المتوحشة الغائبة عن الإيمان والارتباط بالله تعالى والبعيدة عن الأخلاق .وقد تصدى الشارع المقدس لتوجيه وتحديد مسار العمل العبادي الصحيح والمتكامل لخدمة الفرد والمجتمع .وإنشاء الله سيكون الكلام عن شهر رمضان وما تميز به من توجيهات وعبادات لو التزم بها كل إنسان وجعلها منهجاً وسلوكاً في حياته لوصلنا الى المجتمع المتكامل المثالي . | |
|
عطر الذكريات المديرة
عدد الرسائل : 4496 العمر : 43 الموقع : https://dem3atihssassi.ahlamontada.net العمل/الترفيه : métreur vérificateur et l'etude de prix المزاج : الامل تاريخ التسجيل : 22/01/2009 نقاط : 5509 السٌّمعَة : 10
| موضوع: رد: الصوم وشهر رمضان( الحلقة الاولى) السبت سبتمبر 12, 2009 4:02 pm | |
| | |
|
kamel عضو فعال
عدد الرسائل : 75 العمر : 71 العمل/الترفيه : financier تاريخ التسجيل : 13/07/2009 نقاط : 80 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: الصوم وشهر رمضان( الحلقة الاولى) الأحد سبتمبر 13, 2009 4:13 pm | |
| | |
|